بحر العلوم ينعى رحيل العلامة الدكتور حسن الجلبي
2019-02-06
النص
658

بحر العلوم ينعى رحيل العلامة الدكتور حسن الجلبي

تنعى مؤسسة بحر العلوم الخيرية ومعهد العلمين للدراسات العليا في النجف الاشرف رحيل رمز من رموز الحركة العلمية والثقافية العراقية وأحد كبار فقهاء القانون الدولي والدستوري في العالم العربي وشيخ القانونين في العراق الأستاذ الدكتور حسن عبد الهادي الجلبي الذي وافته المنية في بيروت بعد ظهر هذا اليوم المصادف 6 شباط/ فبراير 2019.

والراحل الجلبي عارك الحياة منذ نعومة اظفاره، متحدياً كل الصعاب والمشاكل، فحصل على البكالوريس في القانون من جامعة بغداد وشهادة الماجستير من جامعة عين شمس في القاهرة وشهادة الدكتوراه من جامعة سوربون في القانون الدولي وعاد الى بغداد عام 1952 ليمارس دوره في التعليم الجامعي وتولى عمادة كلية الحقوق فيها وتخرج على يديه العديد من السياسين والقانونين والشخصيات البارزة منهم الراحل الرئيس الطالباني.

وامتاز الراحل الجلبي بتفانٍ واخلاص في مسيرته العلمية طوال أكثر من نصف قرن من الزمن شهدت له الجامعات العربية والمحافل الدولية نشاطاً حيوياً أنعكس في نتاجه العلمي من مؤلفات وأبحاث قيمة وأصبح رائداً من رواد القانون الدولي والدستوري ليس على صعيد العراق فحسب وانما على صعيد العالم العربي، وأمتازت نتاجاته العلمية وابحاثه القانونية في نهاية الستينات والسبيعنات على صعيد تقويم مسارات الامم المتحدة وقانونية قرارتها وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية تؤكد المنحى الذي أراد تثبيته من أجل نصرة الشعوب وعدالة قضيتها.

ووظف المرحوم الدكتور الجلبي طاقاته لدعم المعارضة العراقية ضد النظام الديكتاتوري، فشارك في معظم نشاطاتها السياسية في التسعينات وكانت بصماته في وضع ملامح الدستور العراقي الجديد لمرحلة ما بعد الديكتاتورية وكذلك ساهم وبكل فعالية في المرحلة ذاتها لوضع الأطر لمحاكمة صدام وازلامه ضمن مسار القانون الدولي ومعالجة القرارات التي أصدرها مجلس الامن الدولي بعد غزو الكويت. وفي مرحلة ما بعد التغيير وجد الساسة العراقيون الحاجة الدائمة الى رؤية المرحوم الدكتور الجلبي في المعضلات التي تواجههم وخاصة في مرحلة كتابة الدستور وكذلك العمل لإخراج العراق من الفصل السابع وغيرها من المسائل المختلفة.

والمرحوم الدكتور الجلبي صاحب تجربة رائدة في تطوير مسيرة التعليم العالي في عالمنا العربي، أقترن اسمه منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي باسم الجامعة الاسلامية في لبنان، وقد انيطت به مسؤولية رئاستها منذ انطلاقتها في 1995 وحتى 2016. وحرص على تطوير التعليم الجامعي في العراق، فقد نهض مع المرحوم الدكتور محمد مكية ورفاقه في منتصف الستينيات من القرن الماضي بخطوة رائدة في تأسيس جامعة الكوفة الاهلية التي وئدها النظام المقبور وهي في المهد. وساهم الراحل الجلبي في دعم الجهود العلمية لتأسيس معهد العلمين للدراسات العليا في النجف الاشرف باعتباره اول مؤسسة اكاديمية في التعليم العالي الأهلي في العلوم القانونية والسياسية.

وقد كرمته النجف وسماحة المرحوم الدكتور السيد بحر العلوم إثناء زيارته للعراق عام 2010 ومنحه معهد العلمين للدراسات العليا وسام الاستحقاق العلمي عام 2013 وذلك تقديراً لجهوده العلمية الكبيرة التي بذلها طوال عقود سبعة في مجالات القانون الدولي والدستوري ومن مؤلفات وبحوث واستشارات ومشاركات علمية متميزة وما قدمه من خدمات جليلة في تخريج أجيال من القانونيين في العراق وخارجه وتثمينا لجهوده في إدارة وتطوير مشاريع أكاديمية رصينة

نتقدم بالتعازي والمواساة الى اسرة ال الجلبي وفي مقدمتهم إخوانه الأستاذ حازم وطلال والسادة الافاضل جعفر وسالم وفيصل وتمارة الجلبي والى ال الازري وال البصام وال علاوي وال الدهوي، والى عمادة وإدارة الجامعة الإسلامية ببيروت والى الأسرة القانونية في العراق والعالم العربي وكافة الأصدقاء وعارفي فضله، تغمده الله برحمته الواسعة واسكنه فسيح جنانه وانا لله وانا اليه راجعون.

الدكتور إبراهيم بحر العلوم

6 شباط 2019